تقانة النانو هي تقنية كل شيء صغير ، هو علم دراسة المادة بعد تقسيمها إلى جزيئات صغيرة لمعرفة طبيعة المادة في حالتها الجزيئية والتعامل بعد ذلك مع المادة من منطلق هذه النتائج المعملية التي جرت على حزيئاتها .
وسميت التقنية بهذا الإسم نسبة إلى وحدة القياس الطول المسماة بالنانو ، وهي وحدة قياس طول مثل المتر والسنتمر والمليمتر ، ولكنه طول قصير جدا جدا ، تقاس به في الحقيقة أطوال الروابط الذرية بين ذرات الجزيء الواحد في المادة ، ويقاس به قطر الذرة في المادة . ولأن الدراسة تجري على جزيئات المادة فمن هنا ظهرت تسمية العلم بهذا الإسم نانوتكنولوجي .
ولكن أين تكمن قوة هذا العلم المذهلة ؟ والتي تأهله ليكون بمثابة ثورة جديدة في العلوم البشرية مثل ثورة الكهرباء والإلكترونيات والإتصالات . حقيقة قوة هذا العلم الجديد تكمن في تطوير المادة بعد دراسة طبيعتها في الحالة الجزيئية -وهي أصغر كمية من المادة لا تزال تحتفظ بمواصفات المادة الفيزيائية والطبيعية- ولكن كونها جزيء من المادة والجزيء الوحيد ، فإن المادة في هذه الحالة يظهر عليها صفات لم تكن لتلاحظ في أحجام أكبر من المادة ، تتم دراسة هذه المواصفات الجديدة ليتم تعميمها أو تطبيقها مثلا عند تكوين أسطح بسماكة قليلة . مثل طبقات الفضة التي قد تستخدم بشكل موسع قريبا في تصنيع ضمادات الجروح ، وتغليف أسطح البرادات والثلاجات لما للفضة من مقاومة معروفة للنشاط البكتيري والفطري . وهذا المقال يوضح هذه النقطة
وتكمن كذلك القوة في هذا العلم في دراسة طبيعة مواد كثيرة موجودة في الطبيعة ومحاولة محاكاتها معمليا ، فعلى سبيل المثال ما هي المادة التي تغلف ريش الطيور وتمنع بللها على الرغم من وجود هذه الطيو الدائم في الماء ؟ بالتأكيد هناك مادة مسؤولة عن هذا في ريش الطيور ، يمكن بعد دراسة هذا المادة معمليا وتكوينها ومن ثم استخدمها لطلاء بدلات الغوص ، إنتاج بدلات غوص من نوع خاص جدا غير قابل لبلل ومضاد للماء مثلا .
ولأن هذا العلم يدرس طبيعة المواد في حالة جزيئية فإن ذلك أهله ليكون علم من العلوم المشتركة بين علوم بشرية كثيرة ، فنحن نحتاج هذا العلم في الطب ، وصناعة الدواء ، وكذلك نحتاجه لتصنيع وإنتاج مواد وأجهزة بمواصفات معينة .
شركة نوكيا على سبيل المثال ، تعمل الآن على مفهوم اطلق عليه إسم موريف أو بالإنجليزية Morph ، وهو مفهوم يمكنك ان تقرأن عنه بإستفاضة في هذا المقال .
أكتفي بهذا القدر إلى هنا ، وأتمنى ان يكون مفهوم هذه التقنية الجديدة أصبح أكثر وضوحا لزوّار هذه المدونة .