٢٩‏/٠٨‏/٢٠٠٩

ما هي تقنية النانو ؟

لا يزال الكثيرين ممن قد يطالعون هذه المدونة لا يعلمون المقصود بتقنية أو علم النانو وهذا المقال الصغير هو مقال إضافي للتعريف بهذه التقنية الجديدة ...

تقانة النانو هي تقنية كل شيء صغير ، هو علم دراسة المادة بعد تقسيمها إلى جزيئات صغيرة لمعرفة طبيعة المادة في حالتها الجزيئية والتعامل بعد ذلك مع المادة من منطلق هذه النتائج المعملية التي جرت على حزيئاتها .

وسميت التقنية بهذا الإسم نسبة إلى وحدة القياس الطول المسماة بالنانو ، وهي وحدة قياس طول مثل المتر والسنتمر والمليمتر ، ولكنه طول قصير جدا جدا ، تقاس به في الحقيقة أطوال الروابط الذرية بين ذرات الجزيء الواحد في المادة ، ويقاس به قطر الذرة في المادة . ولأن الدراسة تجري على جزيئات المادة فمن هنا ظهرت تسمية العلم بهذا الإسم نانوتكنولوجي .

ولكن أين تكمن قوة هذا العلم المذهلة ؟ والتي تأهله ليكون بمثابة ثورة جديدة في العلوم البشرية مثل ثورة الكهرباء والإلكترونيات والإتصالات . حقيقة قوة هذا العلم الجديد تكمن في تطوير المادة بعد دراسة طبيعتها في الحالة الجزيئية -وهي أصغر كمية من المادة لا تزال تحتفظ بمواصفات المادة الفيزيائية والطبيعية- ولكن كونها جزيء من المادة والجزيء الوحيد ، فإن المادة في هذه الحالة يظهر عليها صفات لم تكن لتلاحظ في أحجام أكبر من المادة ، تتم دراسة هذه المواصفات الجديدة ليتم تعميمها أو تطبيقها مثلا عند تكوين أسطح بسماكة قليلة . مثل طبقات الفضة التي قد تستخدم بشكل موسع قريبا في تصنيع ضمادات الجروح ، وتغليف أسطح البرادات والثلاجات لما للفضة من مقاومة معروفة للنشاط البكتيري والفطري . وهذا المقال يوضح هذه النقطة

وتكمن كذلك القوة في هذا العلم في دراسة طبيعة مواد كثيرة موجودة في الطبيعة ومحاولة محاكاتها معمليا ، فعلى سبيل المثال ما هي المادة التي تغلف ريش الطيور وتمنع بللها على الرغم من وجود هذه الطيو الدائم في الماء ؟ بالتأكيد هناك مادة مسؤولة عن هذا في ريش الطيور ، يمكن بعد دراسة هذا المادة معمليا وتكوينها ومن ثم استخدمها لطلاء بدلات الغوص ، إنتاج بدلات غوص من نوع خاص جدا غير قابل لبلل ومضاد للماء مثلا .

ولأن هذا العلم يدرس طبيعة المواد في حالة جزيئية فإن ذلك أهله ليكون علم من العلوم المشتركة بين علوم بشرية كثيرة ، فنحن نحتاج هذا العلم في الطب ، وصناعة الدواء ، وكذلك نحتاجه لتصنيع وإنتاج مواد وأجهزة بمواصفات معينة .

شركة نوكيا على سبيل المثال ، تعمل الآن على مفهوم اطلق عليه إسم موريف أو بالإنجليزية Morph ، وهو مفهوم يمكنك ان تقرأن عنه بإستفاضة في هذا المقال .

أكتفي بهذا القدر إلى هنا ، وأتمنى ان يكون مفهوم هذه التقنية الجديدة أصبح أكثر وضوحا لزوّار هذه المدونة .

٢٣‏/٠٨‏/٢٠٠٩

مفهوم الموريف أو Morph ، إمكانية تطبيق تقانة النانو في أجهزة الاتصال

سبق وأشرنا إلى هذا المفهوم في تدوينة سابقة ، هذه التدوينة لمزيد من التعريف عن ما يسمى بـ موريف

موريف أو Morph هو مفهوم يصف الإمكانية في تطبيق تقنيات النانو المختلفة في وسائل وأدوات اللاتصال في المستقبل ، بغض النظر عن طبيعة الإسم التجاري لأجهزة الاتصال ، بمعنى أن المفهوم ليس حكرا لاستخدام شركة معينة او جهة ما .

وعلى سبيل المثال وليس الحصر ،
  • ستمكننا التقنية من التحكم في الطبيعة الفيزيائية في بنية الأجهزة على المستوى النانويّ بدقة تصل لكل جزيء فيها .
  • ستمكننا التقنية كذلك من مراقبة البيئة المحيطة بنا ، فسيسهل على جهاز الاتصال التفاعل مع البيئة المحيطة ومعرفة التطورات ومقارنتها .
  • كما ستتمكن الموريف ( تقنية اجهزة الاتصال الحديثة المعتمدة على تقانة النانو) من مراقبة مجموعة مركبات كيميائية معينة في الجو المحيط .
  • وضع جهاز الاتصال تحت أشعة الشمس كفيل بإعادة شحنه بالطاقة اللازمة لعمله ولفترات طويلة ، وكأن الجهاز كائن نباتي يستمد طاقته من خلال التمثيل الضوئي ، وهذا هو مستقبل الأبنية كما يتخيل البعض ، ففي المستقبل ستطلى المنازل والمنشآت بطبقة خاصة ( تتكون من خلايا شمسية ) من خلالها سيتمكن البناء من الحصول على طاقتة الأساسية ، ربما تعمل هذه الطاقة على تشغيل الإضاءة الأساسية والقيام ببعض الأعمال الأساسيّة التي تحتاج إلى طاقة داخل البناء .
  • كما ستتزود أسطح الأجهزة بطبقة خاصة تعمل على إنزلاق الأوساخ بعيدا عنها ، وكأن سطح الجهاز هو سطح لجسد لطائر مائي لا يبتل ريشه حتى وإن غمس جسده تماما في الماء ، وهذه هي الأسطح التي يمكن أن نطلق عليها hydro phobic أو الأسطح الكارهة للماء .
  • كما انه يمكننا مط وتمديد أسطح الأجهزة ، حيث أنه في القياس النانوي لهذه الأجهزة ( على مستوى الجزيئات ) اهتممنا بتوفير إمكانية التمدد لجزيئات الموريف ( أو جهاز الاتصال ) .
ومن خلال هذا الفيديو البسيط ، يمكنكم رؤية تصور قريب جدا مما نقصده بمفهوم موريف ( وهو الإمكانية لتطبيق تقنيات النانو في أجهزة الاتصال الحديثة )